الأحد، 30 ديسمبر 2012

مقدمة تعريفية لعلم الإملاء

����مقدِّمةٌ تعريفيةٌ لعلمِ الإملاء(2)����
               السلسلة رقم (  )
نتابع 

��-أهمّ كتبه :��
لعلَّ أولَها ( أدبُ الكاتب ) لابنِ قتيبةَ ؛ فقد أفردَ للإملاءِ فصلاً سمَّاه ( تقويمَ اليدِ ) ، ثمَّ ( الجمل في النحو ) للزجَّاجيِّ ؛ ففيه بابٌ سمَّاه ( باب أحكام الهمزة في الخط ) ، و ( كتاب الخطّ ) له أيضًا ، و ( كِتاب الكِتَابِ ) [ هكذا ، وليس الكُتَّاب ] لابنِ دُرستويهِ ، و ( باب الهِجاء ) لابن الدهَّانِ . هذا غيرُ كتبِ رسْم المصاحفِ ، ككتابي النَّقط ، والمقنع ؛ كلاهما لأبي عمرو الداني . وغيرُ كتبِ النحوِ ، والتصريفِ التي عرَضتْ له كشافيةِ ابن الحاجب ، وتسهيل ابنِ مالكٍ ، وهمع الهوامعِ للسيوطيِّ .
أما العصرُ الحديثُ ، فمن أهمِّها كتابُ ( المطالع النصرية ) لنصر الهوريني ، و ( كتاب الإملاء ) لحسين والي .

-فضلُه :
ليس من العلومِ علمٌ الناسُ إليهِ أشدُّ حاجةً من الإملاءِ ؛ فإنه ممَّا لا يستغني عنهُ كاتبٌ ، خلافًا لسائرِ العلومِ ؛ فربَّما جهِلَها المرءُ طولَ حياتِهِ ، ثمَّ لا تجِدُ ذلكَ يغضُّ من قدرِهِ ، أو يضَع من شأنِهِ . أمَّا الإملاءُ ، فالخطأ فيهِ عيبٌ لصاحبِهِ ، ودلالةٌ على نَقصٍ فيهِ . لذلكَ كانَ حقًّا على كلِّ مَن يعرفُ الكتابةَ أن يضبطَ أصولَهُ ، ويتحفَّظَ من الزللِ فيهِ .

-أنواعُه :
للإملاءِ أنواعٌ ثلاثةٌ :
1-رسمُ المصحفِ .
   ولا يُقاسُ عليهِ ، وإن كانَ أصلَ الإملاءِ الذي عليهِ الناسُ . وذلكَ لخروجِه عن القياسِ مراعاةً لأمورٍ :
          �� الأول : بناء الكلمة على وجهٍ يمكن معَهُ تعدّدُ القراءةِ . وذلك كثيرٌ في ما حُذفت ألفُه ؛ نحو  ملك يوم الدين  .
         ��الثاني : أنّه كان قبل ظهور الشكل والنقط ؛ فربما زُيدَ فيه بعض الأحرفِ دلالةً على حركةِ ما قبلها ؛ نحو  لأاذبحنّه  ، حتى لا يُتوهم أنها بالتشديدِ ، كـ  لأعذبنّه  التي قبلَها .
         �� الثالث : أنّ الصحابة لما رسموا المصحفَ ، كانوا في بداءته ؛ فلا جرم أن تظهرَ بعض الشواذّ ، والآراء غيرِ المحكَمة ؛ إذ الرسمُ اجتهادٌ من الصحابة رضيَ الله عنهم ، وليس وحيًا من الله  . وذلكَ نحوُ رسمِهم ( سعَوا ) في سورة سبأ بدون ألف  سعو  معَ أنهم رسموها في سورة الحج بألفٍ . وليس لهذا علةٌ صحيحةٌ .

2-رسمُ العَروضِ .
        وهو خاصٌّ بتقطيعِ الشِّعْرِ .

3-الرسمُ القياسيُّ .
وهو وحدَه الذي يَعنينا . وفرقُ ما بينه وبينَ رسم العروض أنَّ هذا الرسمَ تدخلُه الزيادةُ ، والحذف ، ومراعاةُ الأصلِ ، وأشياءُ أخرى.

 نواصل  السلسلة رقم (3)

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

خطبة الإمام علي

من خطب الامام علي و اصفا تقاعس قومه عن القتال و حالهم:
" أَحْمَدُ اللهَ عَلَى مَا قَضَى مِنْ أَمْر، وَقَدَّرَ مِنْ فِعْل، وَعَلَى ابْتِلاَئِي بِكُم أَيَّتُهَا الْفِرْقَةُ الَّتِي إذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعْ، وَإذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ، إنْ أُمْهِلْتُمْ خُضْتُمْ، وَإنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ، وَإنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى إمَام طَعَنْتُمْ، وَإنْ أُجِبْتُمْ إلَى مُشَاقَّة نَكَصْتُمْ.
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ! حُلُومُ الاَْطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكمْ مَعْرِفَةً ـ وَاللهِ ـ جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعقَبَتْ سَدَماً.
قَاتَلَكُمُ اللهُ! لَقَدْ مَلاَْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً، وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالعِصْيَانِ وَالخذْلاَن.أُفٍّ لَكُمْ!
لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الاْخِرَةِ عِوَضاً؟ وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً؟ إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ، كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ فِي غَمْرَة، وَمِنَ الذُّهُولِ في سَكْرَة، يُرْتَجُ عَلَيْكُمْ حَوَارِي فَتَعْمَهُونَ، فَكَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ ، فَأَنْتُمْ لاَ تَعْقِلُونَ.
كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ، وَالثِّيَابُ الْمتَدَاعِيَةُ! كُلَّما حِيصَتْ مِنْ جَانِب تَهَتَّكَتْ مِنْ آخَرَ،
كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُل مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا.
الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِل.
إِنَّكُمْ ـ وَاللهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ، قَليِلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ، وَلكِنِّي واللهِ لاَ أَرى إِصْلاَحَكُمْ بَإِفْسَادِ نَفْسِي.
أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكُمْ، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ!
لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ،وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبطَالِكُمُ الْحَقَّ!
مَا أَنْتُمْ لي بِثِقَة سَجِيسَ اللَّيَالي، وَمَاأَنْتُمْ بِرُكْن يُمَالُ بِكُمْ، وَلاَ زَوَافِرُ عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ.
مَا أَنْتُمْ إِلاَّ كَإِبِل ضَلَّ رُعَاتُهَا، فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِب انْتَشَرَتْ مِن آخَرَ، لَبِئْسَ ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ سُعْرُ نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ!
تُكَادُونَ وَلاَ تَكِيدُونَ، وَتُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلاَ تَمْتَعِضُونَ; لاَ يُنَامُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ في غَفْلَة سَاهُونَ، غُلِبَ وَاللهِ الْمُتَخَاذِلُونَ!
 وَاللهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ، وَيَهْشِمُ عَظْمَهُ، وَيَفْرِي جِلْدَهُ، لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ، ضَعِيفٌ ماضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ.
أَنْتَ فَكُنْ ذَاكَ إِنْ شِئْتَ، فَأَمَّا أَنَا فَوَاللهِ دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذلِكَ ضَرْبٌ بِالْمَشْرَفِيَّةِ تَطِيرُ مِنْهُ فَرَاشُ الْهَامِ، وَتَطِيحُ السَّوَاعِدُ وَالاَْقْدَامُ، وَيَفْعَلُ اللهُ بَعْدَ ذلِكَ مَا يَشَاءُ.
أَخْلاَقُكُمْ دِقَاقٌ، وَعَهْدُكُمْ شِقَاقٌ، وَدِيْنُكُمْ نِفَاقٌ، وَمَاؤُكُمْ زُعَاقٌ.
المُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مُرْتَهَنٌ بِذَنْبِهِ، وَالشَّاخِصُ عَنْكُمْ مُتَدَارَكٌ بِرَحْمة مِنْ رَبِّهِ.
كَأَنِّي بِمَسْجِدكُمْ كَجُؤْجُؤِ سَفِينَة، قَدْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْها العَذَابَ مِنْ فَوْقِها وَمِنْ تَحتِها، وَغَرِقَ مَنْ في ضِمْنِها.
كَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ؟مَا زِلتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الغَدْرِ، وَأَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ الـمُغْتَرِّينَ، سَتَرَني عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدِّينِ، وَبَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ، أَقَمْتُ لَكُمْ عَلَى سَنَنِ الحَقِّ في جَوَادِّ الـمَضَلَّةِ، حيْثُ تَلْتَقُونَ وَلا دَلِيلَ، وَتَحْتَفِرُونَ وَلا تُميِهُونَ.
اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لاَِمْرِهِمْ مِلاَكاً، وَاتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً، فَبَاضَ وَفَرَّخَفي صُدُورِهِمْ، وَدَبَّ وَدَرَجَ في حُجُورِهِمْ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ، وَنَطَقَ بِأَلسِنَتِهِمْ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الخَطَلَ، فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ في سُلْطَانِهِ، وَنَطَقَ بِالبَاطِلِ عَلى لِسَانِهِ!
وقَدْ أَرْعَدُوا وَأبْرَقُوا، وَمَعَ هذَيْنِ الاَْمْرَيْنِ الفَشَلُ، وَلَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى نُوقِعَ، وَلا نُسِيلُ حَتَّى نُمْطِر َأَلاَ وإنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ جَمَعَ حِزْبَهُ وَاسْتَجْلَبَ خَيْلَهُ وَرَجِلَهُ، وإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتي.
وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لاَِنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ، فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللهِ فَضِيَاؤُهُمْ فِيهَا الْيَقِينُ، وَدَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى، وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللهِ فَدُعَاؤُهُمْ الضَّلالُ، وَدَلِيلُهُمُ الْعَمْى، فَمَا يَنْجُو مِنَ المَوْتِ مَنْ خَافَهُ، وَلا يُعْطَى الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ.
فَتَدَاكُّوا عَلَيَّ تَدَاكَّ الاِْبِلِ الْهِيمِيَوْمَ وِرْدِهَا، قَدْ أَرْسَلَهَا رَاعِيهَا، وَقَدْ قلَّبْتُ هذَا الاَْمْرَ بَطْنَهُ وَظَهْرَهُ حَتَّى مَنَعَنِي النَّوْمَ، فَمَا وَجَدْتُنِي يَسَعْني إِلاَّ قِتَالُهُمْ أَوِ الْجُحُودُ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ(صلى الله عليه وآله)، فَكَانَتْ مُعَالَجَةُ الْقِتَالِ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ مُعَالَجَةِ الْعِقَابِ، وَمَوْتَاتُ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ مَوْتَاتِ الاْخِرَةِ. كَلاَّ وَالله، إِنَّهُمْ نُطَفٌ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَقَرَارَاتِ النِّسَاءِ، كُلَّمَا نَجَمَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ لُصُوصاً سَلاَّبِينَ.
كَأَنَّي بِكِ يَاكُوفَةُ تُمَدِّينَ مَدَّ الاَْدَيمِ الْعُكَاظِيِّ، تُعْرَكِينَ بِالنَّوَازِلِ، وَتُرْكَبِينَ بِالزَّلاَزِلِ، وَإِنَّي لاََعْلَمُ أَنَّهُ مَاأَرَادَ بِكِ جَبَّارٌ سُوءاً إِلاَّ ابْتَلاَهُ اللهُ بِشَاغِل، وَرَمَاهُ بِقَاتِل!
كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ! نَعَمْ إِنَّهُ لا حُكْمَ إِلاَّ لله..ِ

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

الضرورات الشعرية



الضرورات الشعرية، أو الضرائر، أو الجوازات الشعرية هي رخص أعطيت للشعراء دون الناثرين في مخالفة قواعد اللغة وأصولها المألوفة، وذلك بهدف استقامة الوزن وجمال الصورة الشعرية، فقيود الشعر عدة، منها الوزن، والقافية، واختيار الألفاظ ذات الرنين الموسيقي والجمال الفني ... فيضطر الشاعر أحيانا للمحافظة على ذلك إلى الخروج على قواعد اللغة من صرف ونحو ... .

هذه الضروات لا تستوي في مرتبة واحدة من حيث الاستساغة والقبول؛ فبعضها جائز مقبول، وبعضها الآخر مستقبح ممجوج، ومنها ما توسط بين ذلك؛ فكلما أكثر الشاعر من اللجوء إليها قبح شعره. والضرورات الشعرية كثيرة، متنوعة فمنها ضرورات الزيادة، وضرورات النقص، وضرورات التغيير، وإليك طائفة منها:

أولا: ضرورات الزيادة:
(1) تنوين ما لا ينصرف، مثل:

ويومَ دخلتُ الخدرَ خدرَ عنيزةٍ ** فقالت: لك الويلاتُ إنكَ مُرْجِليْ

والأصل (خِدْرَ عُنَيْزَةَ) لكنه صرف للضرورة.

(2) تنوين المنادى المبنيّ، مثل:

سلامُ اللهِ يا مَطَرٌ عليها ** وليس عليكَ يا مطرُ السلامُ

والأصل (يا مَطَرُ) لكنه نوَّن للضرورة .

(3) مد المقصور، مثل:

سيغنيني الذي أغناك عني ** فلا فقرٌ يدوم ولا غِناءُ

والأصل (ولا غنى) لكنه مدَّ للضرورة.

(4) إشباع الحركة فينشأ عنها حرف مد من جنسها، مثل:

تنفيْ يداها الحصى في كلِّ هاجرةٍ ** نَفْيَ الدنانيرِ تَنْقَادُ الصيارِيفِ

والأصل (الصيارف) لكنه أشبع للضرورة.

ثانيا: ضرورات النقص:
(1) قصر الممدود، مثل:

لابدَّ من صَنْعَا وإن طال السَّفَرْ ** وإنْ تَحَنَّى كلُّ عودٍ ودَبِرْ

والأصل (صَنْعَاءَ) لكنه قَصَرَ للضرورة.

(2) ترخيم غير المنادى مما يصلح للنداء، مثل:

لَنِعْمَ الفتى تعشو إلى ضوء نارهِ ** طَرِيفُ بْنُ مَالٍ ليلة الجوع والخصرْ

والأصل (مَالِكٍ) لكنه رخَّم للضرورة.

(3) ترك تنوين المنصرف، مثل:

وما كان حِصْنٌ ولا حابسٌ ** يفوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ

والأصل (مِرْدَاسًا) لكنه ترك التنوين للضرورة.

(4) تخفيف المشدد في القوافي، مثل:

فلا وأبيكِ ابْنَةَ العامريِّ ** لا يدَّعيْ القومُ أنِّي أَفِرْ

والأصل (أَفِرّ) لكنه خفف للضرورة.

ثالثا: ضرورات التغيير:
(1) قطع همزة الوصل، مثل:

ألا لا أرى إِثْنَيْنِ أحسنَ شيمةً ** على حَدَثََانِ الدهرِ منِّي ومِنْ جُمْلِ

والأصل (اثْنَيْنِ) لكنه قَطَعَ للضرورة.

(2) وصل همزة القطع، مثل:

يَا ابَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضلٍ ** فرَّجْتُه بالمكر منِّي والدها

والأصل (يَا أبَا) لكنه وَصَلَ للضرورة.

(1) فك المدغم، مثل:

الحمدُ للهِ العليِّ الأجْلَلِ ** أنتَ مليكُ الناسِ ربًّا فاقْبَلِ

والأصل (الأجَلّ) لكنه فَكَّ للضرورة.

(2) تقديم المعطوف، مثل:

ألا يا نخلةً من ذاتِ عرقٍ ** عليكِ ورحمةُ اللهِ السلامُ

والأصل (عليكِ السلامُ ورحمةُ اللهِ) لكنه قَدَّم المعطوفَ للضرورة.

أسئلة وتدريبات على ما سبقت دراسته
س1: ما الضرورات الشعرية؟، ولم خص بها الشعراء دون الناثرين؟، وما درجاتها؟، وما أنواعها؟

س2: الضرورات الشعرية ثلاثة أنواع، اذكرها ومثل لكل نوع بمثال.

س3: بينْ مكان الضرورة، ثم وضحها واذكر نوعها في الأبيات الآتية:

(1) لابدَّ من صَنْعَا وإن طال السَّفَرْ ** وإنْ تَحَنَّى كلُّ عودٍ ودَبِرْ

(2) محمدُ تفدِ نفسَك كلُّ نفس ** إذا ما خفتَ من شيء تبالا

(3) ألم يأتيْكَ والأنباءُ تَنْمِيْ ** بما لاقت لبون بني زيادِ

...............................
أبيات شعرية في الضرورات الشعرية:
وجازَ في الشعر لهم ثلاثةُ ****** الحذفُ والتغييرُ والزيادةُ
فالحذفُ كالتنوين حين ينحذفْ ***** من مُتمكن الأسامي المنصرِفْ
ومثلُه ترخيمُك اسما وردا ****** غيرَ منادى إنْ يجزْ فيه الندا
وقصرُك الأسماءَ إذ تمدُّ ***** وأن تخفِّفَ الذي يُشَدُّ
وحذفُهم للفاءِ في جوابِ ***** شرطٍ يجوزُ دونما ارتيابِ
وطرحُهم حركةً لحرفِ ***** في الاضطرارِ جازَ دون خُلفِ
وزوَّدوا حرفًا لأجْل الوزنِ ***** في مثل : تنوين المنادى المبني
ومثلُه أنْ تصرفَنْ ما يمتنعْ ***** أو تُشبعَنَّ الحركاتِ فاستمِعْ
ومدُّك المقصورَ في اضطرار ***** قدْ جوَّزوا لناظمي الأشعار
وجوَّزوا أيضا زيادةً لألْ ***** في علمٍ خالٍ وتمييزٍ حصلْ
وجازَ في التغيير قطعُ ما وُصِلْ *** من همزةٍ وعكْسُه عندي ابْتذِل
وأنْ تؤنِّثَ المذكرَ اغتُفِرْ **** وعكْسُه لدى اضطرارٍ قدْ غُفِر
والفصلُ بين تابعٍ وما تبعْ **** بأجنبيٍّ جازَ أيضا أنْ يقعْ
وفكُّ مُدغم وعكْسَه استبحْ **** وسبقُ معطوفٍ إذا المعنى اتضحْ
وجوَّزوا ضرورةً في النثرِ **** لسجعٍ او تناسبٍ كالشعرِ